المنشطات الرياضية الجزء 10 المنشطات الرياضية الجزء 10
أدوية غير محظورة ولكنها تضعف الأداء الرياضي.
ومن هذه المجموعة التدخين وشرب الكحول ، وهذه الآفات ينتج عنها العديد من الأمراض والتأثيرات الضارة التي تنعكس على صحة اللاعب الرياضي وتقلل من أدائه وتحرمه من الفوز والتقدم الرياضي الذي يطمح إليه كل رياضي، لأن التمتع بصحة الجسد أمر رئيسي للرياضي.
فالتدخين يلحق أضرارا بالغة بأعضاء الجسم المختلفة، فهو مدمر للجهاز التنفسي المسؤول عن تبادل غاز الأكسجين بثاني أكسيد الكربون وتزويد الدم بالأكسجين الضروري لديمومة المنافسة، ويتسبب التدخين كذلك في صعوبة التنفس لاحتوائه على غازات سامة كأول أكسيد الكربون الذي يعيق ارتباط الأكسجين بخضاب الدم ( هيموجلوبين الدم )، والذي يقلل من وصوله الى أنسجة الجسم وخصوصا العضلات منها.
ومضار التدخين واضحة كذلك على الجهاز الهضمي ، فهو يتسبب ويعجّل من ظهور حموضة وقرحة المعدة، مما يعيق الرياضي من تناول وجباته الغذائية الضرورية لبناء وقوة الجسم، وتشغله عن التدريبات الرياضية.
ولدخان التبغ أثر بالغ على الجهاز العصبي ، وأن التعود على التدخين يؤذي الأعصاب وتظهر على المتعاطي أعراضا عصبية مختلفة، مثل الصداع، الدوران ،ضعف الذاكرة ،التوتر، الانفعال، وقد يغضب لأسباب بسيطة، وقد تزداد مشكلة تعاطي التدخين مسببة قلة الحفظ والذكاء،وقلة المقدرة على شم الروائح وتذوق الأطعمة، وقد يصاب الشخص بالشلل. والتدخين يسبب تصلب الشرايين ويلحق أذى بالدورة الدموية وتأثير سلبي على القلب.
ولقد أثبتت الدراسات العلمية علاقة التدخين بأمراض خطيرة يسببها التدخين نتيجة احتوائه على مركبات سامة، منها وأهمها سرطان الرئة ، البلعوم، البنكرياس، المعدة، المثانة، عنق الرحم ، سرطان الدم ، ولذلك يعتبر التدخين من أهم عوامل الخطورة المسببة للوفيات عالميا.
ومن العادات الاجتماعية السيئة والتي عادة ما تكون مرتبطة بالتدخين هي شرب الكحول، ولقد عرّفت منظمة الصحة العالمية الادمان على الكحول بأنه أي نوع من الشرب الذي يتعدى الحدود المتعارف عليها في العرف والعادات التي يسير عليها المجتمع الذي يعيش فيه الشخص. يعتبر التثبيط الحاد للجهاز العصبي المركزي الذي يحدثه الكحول هو أهم تأثيراته والتي قد تؤدي الى الغيبوبة خصوصا عند المبتدئين. ان أعراض التسمم الكحولي متعددة تعتمد على مدة التعاطي وكمية الكحول المتناولة والحالة الصحية للمتعاطي، واذا كان مدخنا أم لا. فمدمن الكحول في مراحله الأولى ( التسمم الحاد ) يكون في حالة انبساط تترافق مع قلة الترابط بين حركاته فنراه مترنحا مع حركة مستمرة للعينين للأعلى والأسفل وصغر بؤبؤ العين، واختلالا في الانعكاسات العصبية وقلة درجة الحكم على الأشياء، متصفا بالعدوانية ومسترسلا في الغضب أو المرح ، وتعتبر الغيبوبة كما ذكرنا وتثبيط الجهاز التنفسي واعادة الكحول الى الرئتين من أهم الأعراض الناتجة عن التسمم العميق للكحول، اضافة الى قلة في معدل النبض وانخفاض في ضغط الدم وانخفاض درجة الحرارة وهبوط سكر الدم، وغيرها.
أما التسممات المزمنة فهي أليمة وخطيرة وقد تؤدي في كثير من الحالات الى الوفاة ، فقد يصاب المدمن بمضاعفات الكحول النفسية وتدهور شخصيته وقيامه بسلوكيات غير مقبولة اجتماعيا مع ظهور حالات من الأمراض النفسية الذهانية، مثل الهذيان الارتعاشي ( delirium tremens, DT ) وهذه الحالة تمثل المرحلة الشديدة جدا للأعراض الانسحابية ، وتحدث في اليومين الثاني أو الخامس من الاقلاع عن الكحول ، وهذه الحالة لها خطورتها عل الحياة، اذ تصل نسبة الوفيات فيها من ( 15 – 20 ) % اذا لم تسعف اسعافا فوريا. وتتصف هذه الحالة باعراض متعددة مثل تشوش الوعي، ارتعاش في الأطراف ، القلق، الفزع، والنزعة العدوانية. وهناك الهذاءات أو الأوهم البارونية ( paranoid delusion ) ومن أهم ما تتصف به هذه الحالة هي الغيرة الكحولية التي تصل بالمدمن أو المتعاطي الى درجة الشك في أهل بيته وتصرفاتهم، فيقوم بمراقبة زوجته واتهامها بالخيانة الزوجية. وقد يصاب المتعاطي بالهلاوس الكحولية ( alcoholic hallucination ) وهي عبارة عن تخيلات وأوهام بعيدة عن الواقع ، مثل سماع أصوات غريبة ، وتخيل وقوع سقف الغرفة، ورؤية اشباح غريبة أو رؤية حشرات وحيوانات مخيفة تتجه اليه، مما يسبب له خوف شديد تؤدي به الى الهروب ، وتختفي مثل هذه الهلاوس بعد التوقف عن تعاطي الكحول.
وتعاطي الكحول له تأثير مدمر على الكبد ، فهو سبب في الاصابة بتشمع الكبد ( liver cirrhosis ) ، التي تؤدي الى فشل الكبد وانحطاط الجسم والوفاة في كثير من الاصابات.وشرب الكحول يؤذي العصب البصري وقد يؤدي الى العمى، وللكحول تأثير سلبي على القلب والشرايين، وله علاقة بالتسبب وزيادة نسبة سرطان الفم والمريء والكبد والمثانة، وشكل عام تزداد الخطورة اذا كان المتعاطي مدخنا.
الصيدلاني راتب الحنيطي
المرجع ، الحنيطي،راتب : كتاب المنشطات الرياضية