التقويم و التقييم التقويم و التقييم
مقدمة :
منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض وهو يقوم بعمليات: العد والقياس والتقدير والتقييم ثم التقويم بشكل مــــــــا، فالحياة بدون هذه العمليات صعبة إن لم تكن مستحيلة
وتطور التقويم خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا بالرغم من أنه تطور تدريجى.
ويرجع هذا التطور للمفهوم الحديث للتقويم إلى الفلسفة الحديثة فى أن التقويم من أجل التصحيح وتحقيق الهدف والتى تدعو إلى تطوير الأساليب فى تقدير وتقويم نمو الفرد وتقدمه.
وقد أبرزت هذه الفلسفة الحديثة مسئولية فى استثارة الفرد، وتقدمه فى كافة المجالات، مثل: القدرة على التفكير - التكيف الشخصى الاجتماعى - العادات والتقاليد، فالتقويم مجال سريع التطور يعد من الأساليب البحثية الحديثة نسبيًا
والتقويم فى التربية الرياضية يتم على أساس نتائج الاختبارات والمقاييس، لذا تتوقف دقة وسلامة عملية التقويم على دقة الاختبارات والمقاييس المستخدمة، وتتأسس على البيانات المتجمعة من عمليات الاختبار والقياس، كما تتضمن إصدار الحكم على خاصية من الخصائص أو سمة من السمات أو ظاهرة من الظواهر، وذلك عن طريق تحديد مدى ما تحقق من الأغراض الموضوعة
ويلعب التقويم دورًا فعالاً ومؤثرًا فى توجيه عمليتى التعليم والتعلم وإثرائهما، فعملية التقويم وثيقة الارتباط بهاتين العمليتين تؤثر فيهما وتتأثر بهما فى إطار المنظومة التعليمية المتكاملة
التقويم في اللغة فهو تقدير قيمة شىء معين، كما قد يجوز وأن يقال قيمت الشىء تقييمًا أى حددت قيمته، وهذا المعنى يختلف عن كلمة قومته بمعنى التعديل أو الاستقامة.
ويذكر القرطبى، أن التقويم هو اعتدال الشىء واستواء شأنه، لأن الله جل وعلا، قال:
\"لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم\"
سورة: التين – الآية: 4
هناك كلمتان فى اللغة الإنجليزية، هما:
- Valuation بمعنى التقييم أى تحديد القيمة أو القدر.
- Evaluation بمعنى تقويم أى التعديل والتحسين
أما التقويم الرياضى فتعرفه ليلى فرحات، بأنه: \"عملية الهدف منها تقدير قيمة الإنسان باستخدام وسائل القياس المناسبة لجمع البيانات وإصدار الأحكام\"
وتشير ليلى فرحات نقلاً عن محمد علاوى, ونصر الدين رضوان، إلى أن التقويم الرياضى: عملية تقدير شامل لكل قـوى وطاقات الفرد, فهى عبارة عن عملية جـرد لمحتويات الفرد
ماهية التقويم Evaluation Definition:
فيما يلى عرض لبعض الآراء التى تناولت التقويم، وهى:
فى سنة 1963م، عرف كروبناخ Cronbach، التقويم، بأنه: عملية الحصول على المعلومات للاستفادة منها فى اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالبرنامج التعليمى أو التربوى.
وفى سنة 1970م، عرف آلكن Alkin ، التقويم، بأنه: عملية تتضمن جمع وتحليل المعلومات بغرض كتابة تقرير مختصر عنها، يمكن الإفادة منه فى اتخاذ القرارات المناسبة والاختيار بين البدائل المتاحة.
وفى سنة 1970م، عرف وايلى Wiley، التقويم، بأنه: عملية تتألف من جمع البيانات واستخدام المعلومات الخاصة بالتغيرات التى تحدث فى سلوك التلاميذ فى اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بالبرنامج التربوى.
وفى سنة 1971م، عرف ستفلبيم، وآخرون and et Stufflebeam ، التقويم، بأنه: عملية تتضمن القيام بجمع المعلومات التى يمكن الاستفادة منها فى اتخاذ القرارات فيما يتعلق ببدائل متاحة.
وفى سنة 1973م، عرف ورثن وساندرز Warthen and Sanders، التقويم، بأنه: التحقق من قيمة الشىء وهو يتضمن الحصول على المعلومات لاستخدامها فى الحكم على قيمة البرنامج والنواتج والعمليات أو الإجراءات أو البدائل المطروحة لتحقيق الأغراض المحددة سلفًا.
وفى سنة 1975م، عرف بومجارتنز وجاكسون Bumgartuer and Jackson، التقويم، بأنه: عملية تتضمن ثلاث خطوات رئيسة كبيرة، هى:ـ
الخطوة الأولى: جمع البيانات اللازمة باستخدام الوسائل المناسبة.
الخطوة الثانية: إصدار أحكام تقويمية على البيانات المتجمعة وفقًا لبعض المحكات التقويمية كالمعايير أو المستويات أو غيرها.
الخطوة الثالثة: اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بموضوع التقويم استنادًا إلى البيانات المتاحة.
وفى سنة 1979م، عرف جونسون، ونيلسون Johnson and Nelson، التقويم، بأنه: العملية التى تعطى معنى لنتائج القياس وذلك عن طريق الحكم على هذه النتائج باستخدام بعض المحكات أو المعايير.
وفى سنة 1979م، عرف آندروز Andrews، التقويم، بأنه تلك العملية التى عن طريقها نعطى درجات أو معان ذات دلالات خاصة بالنسبة للبيانات المتجمعة من تطبيق وسائل القياس المستخدمة.
كما يمكن تعريف التقويم، بأنه:
- العملية التى نحدد بواسطتها قيمة ما يحدث.
- وصف شىء ما ، ثم الحكم على قبول أو ملائمة ما وصف.
- عملية الحصول على المعلومات واستخدامها للتوصل إلى أحكام توظف بدورها لاتخاذ قرارات
أهداف التقويم فى المجال الرياضى:
يمكن حصر أهداف التقويم فى المجال الرياضى فيما يلى:
- يعتبر التقويم أساسًا لوضع التخطيط السليم للمستقبل.
- يعتبر التقويم مؤشرًا لتحديد مدى ملاءمة وحدات التدريب مع إمكانيات اللاعبين.
- يعتبر التقويم مؤشرًا لكافة طرق التدريب ومدى مناسبتها لتحقيق الأهداف المرجوة.
- يعتبر التقويم مرشدًا للمدرب لتعديل وتطوير الخطة التدريبية وفقًا للواقع التنفيذى.
- يساعد التقويم المدرب فى معرفة المستوى الحقيقى للاعبين ومدى مناسبة التدريب لإمكانياتهم وقدراتهم وكذلك تجاوبهم.
- يساعد التقويم المدرب على التعرف على نقاط الضعف والصعوبات التى تواجه العملية التدريبية.
- يساعد التقويم فى الكشف عن حاجات وقدرات اللاعبين, كما يساعد فى توجيههم للنشاط المناسب أو المراكز الملائمة لقدراتهم داخل النشاط الواحد.
- يساعد التقويم فى تقدير إمكانية اللاعب, وتحديد الواجبات المناسبة له؛ مما يزيد من دافعيه اللاعب للارتفاع بمستوى أدائه.
- يساعد التقويم على التنظيم السليم للعمل الإدارى الذى لا ينفصل عن العمل الفنى
أساليب التقويم:
يوظف المعلم فى تقويم نمو طلبته أساليب وأدوات تقويم متنوعة بحسب متطلبات الموقف التعليمى لتقدير كفايات مختلفة، مثل:
- الاختبارات البدنية لقياس الصفات البدنية.
- الاختبارات الحركية لقياس القدرات الحركية.
- اختبارات المهارات الحركية لمختلف الأنشطة.
- اختبارات الورقة والقلم للمعارف والمعلومات والحقائق المرتبطة بالنشاط الحركى.
- مسابقات فى المقال وفى المعلومات مكتوبة وشفوية.
- ملاحظة السلوك.
- مقاييس للاتجاهات.
- اختبارات للتكيف الاجتماعى والشخصية.
**************************************************
خطوات التقويم:
فيما يلى أهم الخطوات التى يجب مراعاتها عند القيام بعملية التقويم، وهى:
تحديد أهداف التقويم:
تتحدد هذه الأهداف بناءً على الأهداف الموضوعة للبرنامج ويجب أن تركز على عدد من أغراض البرنامج التى تتمشى أكثر من غيرها مع الأهداف والأنشطة المراد تقويمها
تحديد المواقف التربوية:
والتى يمكن من خلالها ملاحظة السلوك فالحكم على مدى التحصيل يكون من خلال اختبار أما الحكم على سرعة الحركة فيكون من خلال سباق محدد..
تحديد الأدوات والوسائل المناسبة للتقويم:
مثل: الملاحظة - الاختبارات - استطلاع الرأى - المقابلة - السجلات - مقاييس التقدير – التقارير.
ومنها ما هو موضوعى، ومنها ما هو ذاتى، ومنها أيضًا الوسائل المقننة وغير المقننة
ولا تتوافق كل الأدوات مع كل المواقف، ولذلك يجب تحديد الأسلوب المناسب للمرحلة، والذى يتميز بالصدق والثبات والموضوعية.
تنفيذ القياس وجمع البيانات وتسجيلها، ثم تصنيفها وجدولتها إحصائيا وفقًا لمجالات التقويم-
تحليل النتائج وتفسيرها وإصدار الحكم:
وذلك لمقارنة الحصائل الناتجة بالحصائل المتوقعة المعبرة عن الهدف الذى تم تحديده عن طريق إظهار نقاط القوة والضعف .
تقويم محاور العملية التعليمية:
لذا، كان لابد أن تكون خطة التقويم شاملة لكل الجوانب الآتية:ـ
تقويم التلميذ:
يتم من عدة جوانب، وهى:
الجانب البدنى :ويتم بواسطة اختبارات خاصة لقياس عناصر اللياقة البدنية: خاصة ـ عامة؛ بحيث تكون هذه الاختبارات قد ثبت صدقها وثباتها وموضوعيتها
الجانب المهاري :
ويتم بواسطة اختبارات العناصر المهارية المختارة سواء فى الأنشطة الجماعية أو الفردية
الجانب المعرفى:
ويتم عن طريق اختبارات تحريرية أو شفهية تتعلق بجوانب الأنشطة المختلفة: قانون ـ خطط ـ نواحى صحية
الجانب النفسى:
يتم عن طريق اختبارات نفسية سبق إعدادها بواسطة متخصصين فى علم النفس الرياضي
تقويم المدرس:
هناك العديد من نماذج تقويم المدرس لا تخرج عناصرها عن نطاق مجالين كبيرين، هما
مجال المهارات التعليمية:
يمكن مراقبتها وقياسها بسهولة، مثل: معرفة الأداء والإحاطة به وتأثيره فى التلاميذ
مجال القدرات الشخصية والمهنية:
هذا يصعب قياسه بدقة، ولكن يمكن الحكم عليه بطريقة غير مباشرة، مثل: المظهر ـ حسن التصرف ـ تقدير المسئولية ـ الأمانة ـ تقبله للتوجيهات وسعة الصدر .
تقويم المنهج:
إن عملية التقويم من قبل المدرس أصبحت اليوم عملاً يوميًا مستمرًا
والمدرس الواعى هو الذى يقوم بتشجيع الموجه على تقويم أدائه بعد الانتهاء من كل درس للتأكد من:
• مدى تمكنه من تحقيق كل أو بعض أجزاء الدرس.
• مدى استيعاب التلاميذ لمفاهيم الدرس الأساسية.
• مدى مناسبة المهارات الرياضية لمستوى نضج التلاميذ.
كما أن أهم واجبات كل من المدرس والموجه تقويم المادة الدراسية وتحديد معايير تقويم كل مجال من المجالات التى يمكن أن تصل إليها عملية التقويم للمنهج أو المادة الدراسية من حيث:
• أهداف المنهج المقرر وفلسفته.
• طبيعة المادة الدراسية - التربية الرياضية.
• البرنامج الدراسى من حيث المحتوى والتنظيم والأنشطة.
• طرق تدريس المادة. النمو المتكامل للتلميذ: بدنى ـ عقلى ـ نفسى ـ اجتماعى ـ التسهيلات والإمكانات المادية والبشرية فى المدرسة والبيئة المحيطة
• المدرس.
• الهيئة الإدارية بالمدرسة.
• أثر المنهج فى البيئة والمجتمع .
*********************************************
الفرق بين التقويم والتقييم و القياس والاختبار
الاختبار : مجموعة من الأسئلة سواء كانت شفوية او تحريرية يطلب من الطالب الاجابة عليها في وقت معين
القياس : هو إعطاء اجابات الاسئلة قيمة عددية معينة وفق الية الاختبار
التقييم : اعطاء حكم لفظي للاختبار وفق درجة القياس التي حصل عليها الطالب في الاختبارمثل: ممتاز -جيدجدا - جيد -مقبول- ضعيف
التقويم : هو عملية تشخيصية علاجية وتنقسم الى قسمين وفق القياس (الدرجة) والتقييم (التقدير) أما تعزيز الجوانب الايجابية وتطويرها أو علاج مكامن الضعف وتقويمها
وبالثال يتضح المقال:
طالب اعطيت له ورقة عمل في مادة الرياضيات للاجابة عليها . (الاختبار-تحريري)
قام المعلم بتصحيح الاجابات وحصل الطالب على 15درجة من 15درجة . (القياس)
اصدر المعلم حكما بأن الطالب حصل على ممتاز . (التقييم)
من خلال الاختبار والقياس والتققيم اتضح ان الطالب يقع في خانة الجوانب الايجابية فيعزز الطالب بالثناء أو التكريم ويطور من خلال برامج إثرائية . (التقويم)
مما سبق يتضح لنا أن:
الاختبار يسبق القياس والقياس يسبق التقييم والتقويم عملية شاملة لكل ما مضى ذكره .